موقع ملتقى العمار الثقافي
نرحب اجمل ترحيب بالزوار الكرام ونشكر لهم زيارتهم للموقع مع حبنا وتقديرنا ونرجو انهم قد استمتعوا بمواضيعنا
موقع ملتقى العمار الثقافي
نرحب اجمل ترحيب بالزوار الكرام ونشكر لهم زيارتهم للموقع مع حبنا وتقديرنا ونرجو انهم قد استمتعوا بمواضيعنا
موقع ملتقى العمار الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


موقع الكلمة الحره
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الموقع يحتوي على مكتبة تكاد تحتوي على كل ماتحتاجون اليه فلا تفوتكم فرصة زيارتها
تم انتقاء اقسام المكتبة لتلبي جميع احتياجات الاعضاء والزوار من مواضيع شتى تتمكن التعرف عليها من خلال العرض العام في الموقع وان لم تعثر على ماتحتاج اليه ارجو ترك ملاحظة بذلك لنتمكن من توفيره
يرجى تفضلكم بالعلم بان الاداره تقوم يوميا باعادة تفعيل الكتب او استبدالها بمواضيع اخرى وقد شرعنا الى ابدال موقع الرفع الى الفور شير بدلا من مواقع الرفع الاخرى حرصا على سهولة الدخول والتحميل

 

 تقرير عسكري عن القبائل وسكان الاحساء والقطيف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاديب
Admin
الاديب


عدد المساهمات : 2489
التميز : 1
تاريخ التسجيل : 16/07/2011
العمر : 77
الموقع : العراق

تقرير عسكري عن القبائل وسكان الاحساء والقطيف Empty
مُساهمةموضوع: تقرير عسكري عن القبائل وسكان الاحساء والقطيف   تقرير عسكري عن القبائل وسكان الاحساء والقطيف I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 19, 2011 4:40 pm


تقرير ارسله الشيخ فهد الياور


تقرير عسكري شامل عن القبائل والسكان في واحتي الأحساء والقطيف
المصدر:1
من كتاب: شبه الجزيرة العربية -المجلد الأول- طبع سنة (1917)
تقدمة: المعلومات التي يتضمنها هذا التقرير العسكري البريطاني حول المنطقة الشرقية من المملكة، تعتبر ذات أهمية كبيرة.. فهذا التقرير أشبه ما يكون بسجل كامل عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والبشرية والجغرافية. وسيجد الباحثون فيه نتفاً من المعلومات قيمة حقاً.
وتبقى الإشارة دائماً مهمة إلى حقيقة أن هذا التقرير أعده البريطانيون لأغراض استعمارية بالدرجة الأساس، وهو من جهة ثانية يعبر عن وجهات نظر ومصالح الحكومة البريطانية في حقبة زمنية معينة.
وفوق هذا ينبغي الالتفات إلى أن المعلومات الواردة في التقرير وهي كثيرة تحتمل الخطأ الشديد ولكنها في نفس الوقت صورة مقربة لأوضاع المنطقة.
أيضاً ينبغي التنبه إلى مسألة أن هذا التقرير اعتمد معلومات مكررة من مصادر وتقارير بريطانية سابقة، وقد يلحظ المهتمون بتاريخ المملكة عموماً، وتاريخ المنطقة الشرقية بشكل خاص، أن الكثير من المعلومات الواردة كانت قد تضمنتها تقارير بريطانية سابقة، أو أنها كانت تتحدث عن مرحلة سابقة بعقود من السنين لتاريخ كتابة هذا التقرير ونشره.
الخصائص الطبيعية (التضاريس)
القسم الأعظم من الأحساء عبارة عن سهوب وأراض صحراوية تبدأ بالارتفاع من ساحل منخفض في الشرق، ويتزايد ارتفاعها كلما اتجهنا باتجاه الغرب بعيداً عن الساحل، أما السهل الساحلي فهو من نوع سهول تهامة. سطح الأرض هناك تتخلله عدد من التلال المتفرقة المنعزلة تقوم بمهمة المعالم المحددة لها. ونجد أرضاً مرتفعة متواصلة الارتفاع في المناطق الداخلية إلى الغرب من المنطقة وتلك هي خطوط التلال الممتدة على امتداد وادي المياه وجبل الطف نحو الجنوب. ثم هناك السلسلة الصخرية، صخور صمان التي تسير بمحاذاة ساحل الخليج تقريباً، متوسطة المسافة بين الحسا وحزام الدهناء الذي يفصل الحسا عن نجد.
بالإضافة إلى وادي المياه هناك واد رئيسي آخر هو الوادي الكبير (العظيم) وادي فرق في الجنوب الغربي، وهناك أيضاً منخفض أو منخفضات (سباخ) ملحية موزعة في الأصقاع القريبة من الساحل أو المحاذية له مباشرة. وهناك العديد من الآبار ذات المياه الضحلة والصالحة للشرب، كما توجد كميات معقولة من المراعي.
الأجزاء الصحراوية من هذه المنطقة يقطنها البدو بسبب هذه الخصائص، لكن أغنى منطقتين فيها هما الواحتان، واحة الأحساء وواحة القطيف في الجنوب، حيث المياه غزيرة وفيرة، وحيث الآبار كثيرة، وليس ذلك فحسب، بل هناك الينابيع والجداول والسواقي والبرك الشبيه بالبحيرات، وكلها تستمد مياهها من مصادر جوفية كامنة في داخل شبه الجزيرة العربية وتسير تحت سطح صحراء الدهناء (راجع هذا الكتاب، القسم المتعلق بالبحرين).
السكان
السكان المستقرون (الحضر) يقدر عددهم بمائة ألف نسمة (100000) تقريباً، ويقدر عدد البدو الرحل بـ 57000 (سبعة وخمسين ألف) نسمة. الفوارق الرئيسية بين هؤلاء ليست قبلية، ولكن دينية: حيث ينقسم الناس إلى مجموعتين رئيسيتين: السنة والشيعة. إذا كان لغة الشيعي الأم العربية فإنه يدعى، هو وأمثاله بالبحارنة، الذين يشكلون جميع سكان واحة القطيف تقريباً، وحوالي نصف عدد سكان واحة الحسا يضاف إليهم سكان جزيرة تاروت. وقد أصبحت أعداد كبيرة جداً من عرب القبائل الرحل مقيمة (مستقرة في مكان واحد)، إذ يقيم حوالي 4500 (أربعة آلاف وخمسمائة) فرد من قبيلة بني خالد في جزر المسلمية وجنة تاروت، وفي قصر الصبيح، وكلابية وجشة في واحة الأحساء، وفي أم الساهك في واحة القطيف. ويوجد في وادي المياه حوالي ألف (1000) من عرب القبائل المختلفة، ويوجد عدد أقل من هذا في مناطق أخرى. والعبيد الزنوج موجودون بأعداد كبيرة في المناطق المزروعة.
الفوارق القبلية بين البدو أمر بالغ الأهمية، حوالي 35000 (خمسة وثلاثين ألف) رجل من قبيلة العجمان استقروا في الحسا وجعلوها مقرهم الدائم.
أما المرة فمع أنهم يرتادون صحراء الجافورة وجبرين، فقد استقر 7000 (سبعة آلاف) منهم في واحة الأحساء. ومن بني خالد استقر 10000 (عشرة آلاف) ومن بني هاجر 5000 (خمسة آلاف) نسمة وأما قبائل البدو الرحل، أي الهوازن والرشايدة، والدواسر، والسهول، ومطير، وسبيع، وعتيبة وقحطان، فإنها ترتحل لفترات مؤقتة داخل حدود الأحساء، مع أن هذه القبائل تنتمي انتماء أقوى إلى الكويت ونجد.
قبيلة بني خالد ترتحل غالباً في شمال المنطقة، وآل مرة في الجنوب، أما المنطقة المتوسطة بينهما، وفي الداخل بعيداً عن الساحل، فإنها تعتبر حيز قبيلة العجمان، والمنطقة الممتدة باتجاه الساحل، أقاليم قبيلة بني هاجر.
قبل طرد الأتراك من الحسا عام 1913، كانت هذه القبائل تشن الغارات والغزوات على الطريق الواصلة بين العقير والهفوف وبين الهفوف والرياض، تعاونها في قبيلة أخرى هي قبيلة المناصير، والحقيقة أن وضع الطريق الأولى (من العقير إلى الهفوف) كانت في حالة من انعدام الأمن المزمن والدائم. ففي العام 1912.
وجد رونكاير (raunkiaer) مشقة وصعوبة كبيرتين في اجتياز الطريق من الرياض إلى الهفوف، وعلى الرغم من الحماية التي وفرها له ابن سعود، فإن، (رونكاير) واجه عداءً عظيماً وتعرض للتهديد مرات عدة. غير أن انتصار ابن سعود وضع نهاية مؤقتة على الأقل لمثل هذه الاعتداءات، لأن البدو يحترمون سلطته ويهابونها.
لم تكن قبيلة العجمان تكتفي بشن الغزوات في الماضي، بل كانت تشارك في عمليات القرصنة البحرية أيضاً.
في عام 1912 تغلبت جماعة من هذه القبيلة على طاقم سفينة كانت مبحرة من البحرين إلى القطيف، وسحبت السفينة إلى الشاطئ ونهبت كل ما كان عليها من حمولة. وقد قيل في ذلك الوقت إن هذه القبيلة كانت تعتزم إقامة موقع (عسكري) على الساحل، تنطلق منه لإنزال الضربات بحركة النقل البحري المسافرة بين هذين البلدين (البحرين والقطيف).
ولكن ابن سعود وضع حداً نهائياً لغزواتهم. ففي صيف عام 1915 استطاع طردهم عملياً من الأحساء وطاردهم حتى دخولهم إلى أراضي الكويت، وقد طلب السلطان منهم أن ينسحبوا (نهائياً) إلى هناك. يبدوا أنهم تابعوا طريقهم نحو الشمال (الحديث ما يزال عن قبيلة العجمان) حتى دخلوا أراضي المنتفق والظفير، وهم باقون هناك في الوقت الحالي على أي حال.
الحياة المنزلية
في حين تشابه البدو وسكان القرى الفقراء في مناطق الأحساء حياة الطبقات المماثلة في الأجزاء الأخرى من شبه الجزيرة العربية، فإن نمط حياة تجار الهفوف والقطيف تتميز عادة بالتنوع والوفرة التي تتناقض تناقضاً صارخاً مع بساطة الحياة في الداخل. إلا أن رونكاير وجد حالة قاسية من انعدام الشعور بالأمن في (بلده) الهفوف ذاتها، ويقول إنه لم يجد هناك وجود للأمن مطلقاً في الواحة في عام 1912، ولو أنه يبدو أن الظروف قد تحسنت بعد تدخل ابن سعود.
يوضح موقع الأحساء كمقاطعة بحرية وتجارية، بما في ذلك موانئها التي تصلها بالهند وبلاد فارس والعراق.. يوضح مدى الأثر والنفوذ الأجنبي الذي كان جلياً واضحاً للعيان في الماضي، وكذلك الميل إلى نمط عيش أكثر رفاهية ورغداً. وقد لاحظ بلغريف مدى التأنق والرفاهية التي أدخلت على الزخرفة (الهندسة) المنزلية، عن طريق استخدام الأقواس، والتفوق المعماري الذي أحرزته على المباني الأثقل ظلاً والأشد إملالاً التي تراها في نجد وفي شمر. كما لاحظ أيضاً الاستخدام الخارجي للطلاء الأبيض الجميل، والزينة والزخرفة التي تحلى بها مداخل البيوت والنوافذ، لكن لا بد من القول أيضاً إن لويمر يصف المنازل المقامة في واحة الأحساء بأنها عبارة عن طين وقرميد مجفف تحت أشعة الشمس.
للبيوت هناك طوابق عليا، بل أكثر من طابق واحد أعلى في بعض الأحيان. وفي المنازل الفخمة، منازل الأثرياء، قد تجد أيضاً الجدران المطلية بالطلاء (الدهان). ففي منزل أحد تجار القطيف الذي استضاف بلغريف شاهد الأخير من السجاجيد والزخارف تعبر عن ذوق فارسي أكثر منه ذوق عربي. الأثاث المنزلي في الهفوف أكثر تنوعاً مما هو في نجد، فالمقاعد والموائد (الطاولات) المنخفضة، وخزائن الأواني المنزلية والأسرة تعيد جميعها إلى الذاكرة الأثاث المستعمل في الهند الغربية (غربي الهند).
كما يميز التنوع الكبير ملابس القوم هناك. في الهفوف والقرى المحيطة بها يحل محل القميص العربي الأبيض الواسع (الثوب) غالباً الصدرية العمانية الضيقة، المزركشة بالحديد والمصبوغة بلون الزعفران. وفي بعض الأحيان تحل العمامة محل الكوفية التقليدية، كما بدأت العباءات الحمراء فاتحة اللون تحل محل الألوان الوقورة للعباءة العربية. والأحساء هي (مهد) العباءات المنسوجة نسجاً ناعماً أنيقاً ذات الحواشي المطرزة تطريزاً بديعاً. وكذلك بدأت الصنادل الجلدية الحمراء ذات الأشكال الأنيقة تحل محل النعال الصفراء المائلة إلى اللون البني التي ينتعلها سكان الداخل، ويحل الخنجر العماني المعقوف وغمده المطعم بالفضة على خاصرة الرجال.
وخلاصة القول أن حياة أهل المدن والقرى (الحضر) في الهفوف والمبرز والقطيف تتميز بأنماط أكثر تحرراً في جوانبها المادية من نمط الحياة في نجد. بل إن بلغريف يحل ذلك النمط مكانة عالية من حيث التفوق في المجال الفكري وفي مجال التخاطب الاجتماعي. فهذه بيوت المزارعين والصيادين، والأدوات التي يستعملونها، لا تختلف إلا قليلاً عن مثيلاتها في الأجزاء الأخرى من شبه الجزيرة العربية. والحرث يتم بواسطة الثيران والحمير، والثيران المستخدمة في الحرث هي من النوع السنمي (لها أسنام - جمع سنم) كالتي تستخدم للغرض ذاته في الهند.
المنتجات والتجارة
تشغل مواقع صيد اللؤلؤ على ساحل الأحساء ما يزيد عن مائة وستين قارباً و 3500 (ثلاثة آلاف وخمسمائة) عامل. لكن الصناعة الرئيسية في الواحة هي زراعة الواحات المروية بالماء الوفير. التمور هي الإنتاج الرئيسي، وأفضلها في الواحة هو من أفضل أنواع التمور في العالم، لكن الأرز والقمح والش********* والخضروات والفواكه تنتجها الواحة بكثرة أيضاً. وكذلك قطعان الماشية والأبقار فهي كثيرة في المناطق المزروعة، أما الأغنام فهي أقل عدداً مما هي في نجد. يصل عدد الحمير إلى الآلاف، ربعها تقريباً من النوع الحساوي الأبيض المشهور. الخيول قليلة نادرة، لكن كلا جمال الركوب وجمال الحمل يسهل الحصول عليها.
الحرفيون قلة، وهم يسكنون الهفوف حصراً حيث توجد صناعة نسيج محدودة تنتج العباءات الأنيقة المصنوعة من الصوف، أو الحرير والصوف، أو الحرير والقطن والمزركشة المزينة بالتصاميم الأنيقة والأطراف المزينة بخيوط الذهب، وأخيراً تصنع الهفوف أوعية غلي القهوة (دلال القهوة) من النحاس الأصفر والنحاس الأحمر، وهي صناعة بلغت من الشهرة قدراً جعلها من المصنوعات التي يتم تصديرها.
الهفوف هي السوق الرئيسية التي تقدم خدماتها، عن طريق ميناء العقير، ليس إلى الواحة ومناطق البدو الرحل التي تعتمد عليها فحسب، بل جزئياً أيضاً، إلى المنطقة الجنوبية من نجد. هناك قافلة أسبوعية تأتي من الرياض بسمن البقر إلى الهفوف، ثم تعود محملة بالقماش والسكر والأرز. أما تجارة القطيف مع المناطق الداخلية فهي أقل أهمية من سابقتها.
الصادرات الرئيسية هي التمور وأغصان أشجار النخيل المستخدمة كوقود للنار (سعف النخيل)، وعيدان القصب، والحصر، والسمن، والجلود المدبوغة، والعباءات، والحمير، واللؤلؤ. معظم هذه الصادرات يذهب إلى البحرين والبصرة وبلاد فارس وبومباي. أما البضائع التي تستوردها الأحساء فهي بضائع القطعة (بضائع تباع بالقطعة أو بوحدة القياس) والأدوات المعدنية، والأرز، والقهوة، والقمح، والش*********، والسكر، والبهارات، وهي في معظمها تأتي من البلدان ذاتها التي تصدر الأحساء منتجاتها إليها. ميناء المنامة في البحرين، والذي يعتبر الميناء الرئيسي لاستيراد البضائع الأجنبية وتصدير المنتجات الكائن على الساحل الغربي للخليج، هو ميناء ذو أهمية وحيوية قصوى بالنسبة لتجارة الأحساء. فعن طريقه يتم تصدير الآلاف العديدة من أطنان التمور على الرغم من استهلاك معظم هذا المحصول محلياً. والجمال التي تربيها قبائل الدواسر والمرة والمطير تباع في الأحساء للتصدير إلى سوق دمشق. كما أن تجارة الرق استمرت طوال حكم الأتراك.
العملة
(انظر ما جاء في التقرير منشوراً في العدد الأول من مجلة الواحة، الصفحتان 145، 146).
التاريخ القريب والسياسة الحالية
الحكم التركي للحسا الذي استمر دون انقطاع مدة اثنين وأربعين عاماً منذ احتلال مدحت باشا للمنطقة عام 1871، انتهى عام 1913 على يد عبد العزيز السعود، أمير نجد الذي استولى على الهفوف يوم الخامس من شهر مايو من عام 1913 دون مقاومة تذكر، وبعد ذلك بوقت قصير استولى على القطيف.
انسحبت الحامية العسكرية التركية أولاً إلى قطر (البحرين) وأبحرت بعدها إلى البصرة وهكذا رحل الأتراك نهائياً عن المنطقة. عين ابن سعود أميراً على الهفوف والقيطف، وفي لقاء تم في العقير مع الكابتن شكسبير، المعتمد السياسي البريطاني في الكويت، أعلن الأمير أنه أصدر الأوامر إلى هؤلاء المسئولين بأن يساعدوا الرعايا البريطانيين ويحموهم بالتعاون والتشاور مع المعتمد. وفي شهر يونيو من عام 1914، قبل ابن سعود لقب (( والي نجد والأحساء )) من الحكومة التركية، إلا أنه استمر في السعي لتحقيق علاقات وصلات أوثق مع الحكومة الهندية، وحين عين الكابتن شكسبير ضابطاً سياسياً في نجد في أواخر العام نفسه (1914)، استقبل الممثل البريطاني (شكسبير) بكثير من الحفاوة والصداقة والترحيب. وحين اندلعت الحرب الأوربية (الحرب العالمية الأولى) هاجم (ابن سعود) ابن رشيد الذي تبنى الدفاع عن المصالح التركية في شبه الجزيرة العربية، واشتبك معه في قتال طويل ومرير في منطقة المجمعة، في سدير وذلك في شهر مارس من عام 1915، ولكن صيف ذلك العام شهد إحلال السلالم بين الأميرين. إلا أن هذا كان صلحاً اسمياً، إذ ما أن حل عام 1916 حتى كانت القوات النجدية تهدد ابن رشيد من الجنوب. بإمكان ابن سعود أن يضم تحت رايته قبيلتي بني خالد وبني هاجر، ويعود الفضل في تحسن الأوضاع الأمنية في منطقة الحسا وعلى طرق القوافل الذاهبة إليها.. يعود هذا الفضل إلى قدرته ونجاحه في السيطرة على هاتين القبيلتين والتحكم في تصرفاتهما.
لقد كان عداء البدو وكراهيتهم للأتراك من الشدة والحدة بدرجة لم تتجاوز معه سيادة السلطان العثماني مواقع السيطرة الفعلية للحاميات العسكرية ومراكز الشرطة أو المواقع العسكرية ذاتها، أما حياة الناس وأموالهم وممتلكاتهم فلم تكن تعرف الأمن حتى في جوار الهفوف.
خلال عهد حكم الباب العالي كانت منطقة الأحساء كلها المعروفة بسنجق نجد تشكل جزءاً من ولاية البصرة. كانت عاصمتها الهفوف، أما البلاد فكانت تحكم وتدار على الطريقة التركية المعهودة، مع أن الحكومة كانت أقرب في طبيعتها إلى الاحتلال العسكري. كان الأتراك يدفعون الرواتب والدعم المالي لقبائل العجمان وبني خالد والمرة التي كانت تزود الأتراك بسعاة ينقلون البريد الرسمي، وبالرفاق (جمع رفيق) لمرافقته هؤلاء وحمايتهم.
أما الحامية العسكرية التي كانت تتمركز بصورة رئيسية في الهفوف والقيطف، فكانت تتألف من أربع كتائب من المشاة وسربين من الفرسان، وبطارية مدفعية واحدة محمولة على البغال، وقوة مساندة صغيرة من فيلق عربي/ قبلي من راكبي الجمال. إضافة إلى ذلك، كانت توجد ست سرايا شرطة، أربع منها راكبة. وكانت العائدات والضرائب تجبى بصورة رئيسية من وعن المنتجات الزراعية، خصوصاً محاصيل التمور. كانت الرسوم تفرض على التمور في القطيف، في حين كانت الحكومة في الأحساء تأخذ حصة من المحاصيل. كانت المبالغ المحصلة بهذه الطريقة تصل إلى حوالي 25000 (خمسة وعشرين ألف جنيه) سنوياً.
وكان جبي الرسوم والرسوم ذاتها تباع كضمانات، وقيل إنها كانت بهذه الطريقة تعطي مبلغاً مماثلاً (وهكذا كانت الرسوم السنوية تصل، على التمور إلى خمسين ألف جنية سنوياً). لم تكن توجد خدمات بريدية أو برقية لاستعمال العموم.
المناطق الإدارية
هذه المناطق ليست تقسيمات إدارية بقدر ما هي شعاب (أصقاع) أو مناطق طبيعية، يصعب تحديد حدودها بدقة، وباستثناء واحتي الأحساء والقطيف لا توجد مراكز سكانية تقترب من مستوى البلدة إلا في القليل جداً من تلك المناطق. بما أن الواحتين ذاتا أهمية بالغة، فقد يكون من الأفضل التحدث عنهما أولاً.
1- واحة الأحساء
هذه منطقة بعض أجزائها غنية بالغة الخصب، يحدها من الشرق والشمال البياض، ومن الشرق الغوار، ومن الجنوب خرمة، أما حدودها الطبيعية فهي جبل قرات الركبان من الشمال الغربي، وجبل بوغنيمة من الجنوب الغربي، ويحدها من الجنوب خط يصل أو يمتد ما بين جبل أو غنيمة وجبل أربع. وأما الواحة التي يصل طولها من الشمال إلى الجنوب إلى حوالي ثلاثين ميلاً وعرضها من الشرق إلى حوالي واحد وعشرين ميلاً، فتفصلها مسافة ثلاثين ميلاً تقريباً من الأراضي الصحراوية عن الخليج عند العقير.
جزء من هذه الواحة فقط مأهول، أما الباقي فمعظم أرضه قاحلة جرداء، وتمتد معظم الأراضي الخصبة حوالي اثني عشر ميلاً (12 ميلاً) إلى الشرق من الهفوف والمبرز، ولكن توجد أيضاً بعض البقاع الخصبة المزروعة المنعزلة والموزعة إلى الشمال من تمركز المناطق الخصبة الرئيسي، وكذلك حول منطقة العيون.
وأهم خاصة طبيعية لواحة الأحساء هي توفر المياه بغزارة في المنطقة المزروعة، يوفرها عدد كبير من الينابيع وجميعها تتفجر مياهاً دافئة وبعضها حار المياه. هذه الينابيع من الكثرة بقدر ترى معه بعض المناطق غارقة كلها ومشبعة بالمياه. حتى الطرقات تمر عبر جسور، وحتى الأراضي المستنقعية والبرك الآسنة تجدها منتشرة في العديد من المناطق، ثم هناك بعض تراكمات المياه التي تصل أبعادها إلى حجم البحيرات. من هذه: بركة الأصفر التي تبعد اثني عشر ميلاً إلى الشرق والشمال الشرقي من بلدة الهفوف، وبركة أم المهزع التي تبعد مسافة سبعة أميال إلى الشرق من بلدة العيون.
يسمح توفر المياه بهذه الغزارة بنظام ري متطور وجيد يمكن من زراعة الأرز. المحصول الزراعي الأساسي هو التمور، لكن هناك أيضاً حقول القمح والش*********، ومن الفوكه الكباد (الليمون الحلو) والحمضيات (الليمون الحامض) والخوخ والدراق والمشمش والتين والرمان والعنب، ولو أن القليل من هذه فقط يصل إلى مستوى النوعيات الجيدة. وكذلك الأعشاب الطبيعية (البرية) فهي تنمو بكثرة ووفرة كبيرتين خلال فصل الربيع. كما أن معظم الحيوانات التي ورد ذكرها سابقاً متوفرة في الواحتين.
ومن أهم القرى التي لم نأت على ذكرها والمنتشرة على الطرقات الرئيسية: العيون، وتبعد عشرين ميلاً إلى الشمال من الهفوف، فيها (…) منزل ويحيط بها خندق يمكن ملؤه بالمياه. وهناك الدليقية التي تبعد خمسة أميال إلى الغرب من الجشة، وعلى الرغم من صغرها في مسورة تبرز من سورها المواقع النائية المحصنة، وتنتشر في ربوعها الينابيع وأشجار النخيل المثمرة.
وهناك أيضاً الحزم القريبة من المبرز، وهي عبارة عن مضرب خيام للبدو يرتاده هؤلاء خلال الطقس الحار. ثم هناك باب الجفر التي تبعد بضعة أميال إلى الجنوب الغربي من الجشة، وهي عبارة عن قلعة تركية مسورة وكبيرة، كانت ملكاً للأتراك في الماضي. وهناك أخيراً الرقيقة التي تبعد ميلاً واحداً إلى الجنوب من الهفوف، وهي مضرب خيام للبدو كبير ودائم.
البلدان الرئيسية في الواحة هي:
1- الهفوف:
وهي عاصمة المنطقة، وتحتل الزاوية الجنوبية الشرقية من المنطقة (الزراعية). تبعد الهفوف مسافة أربعين ميلاً عن ساحل البحر باتجاه الداخل، حيث تقترب الصحراء منها اقتراباً كبيراً من جهة الجنوب، بينما تحيط بها الأراضي المزروعة من الجهات الثلاث الأخرى. توجد في البلدة ثلاثة أحياء هي: الكوت في الشمال الغربي، والرفعة في الشرق، أما الحي الثالث فهو النعاثل الواقع في جنوب البلدة وغربها.
والكوت قلعة محصنة ذات أبراج عديدة، بناها إبراهيم باشا على مساحة ستمائة ياردة مربعة، ويحيط بها خندق وحتى عام 1913 كان الكوت مقر الحامية العسكرية والجالية التركية. في داخله مسجد سني (للسنة) ترتفع فوقه قبة كبيرة، بناها أيضاً إبراهيم باشا. كما تضم القلعة (الكوت) مستشفى عسكرياً وحصنين وسجناً. ويقدر عدد منازل الكوت بألف ومائتي منزل.
أما حي الرفعة، الذي يبلغ عدد منازله ألفين ومائة منزل فهو أعلى الأحياء الثلاثة ارتفاعاً وأكثرها صحية، كما انه الحي الذي يضم منازل الطبقات الأغنى.
الحي الثالث، حي نعاثل، والذي يحتوي على ألف وسبعمائة منزل، هو الحي الأفقر ولو أن من بين سكانه أغنياء وأثرياء أيضاً، حيث يضم أكبر مسجد شيعي في كل الجزيرة العربية.
على الجانب الشرقي من الكوت يقوم السوق ذو الحوانيت المصطفة على جانبيه، أما من جهة الجنوب فإن غابة كبيرة من أشجار النخيل تفصل حي الكوت عن حي النعاثل. ويحيط بالكوت سور ارتفاعه أربعة وعشرون قدماً، وله بوابتان. أما السور المحيط بباقي البلدة فيبلغ ارتفاعه اثني عشر قدماً، وله ست بوابات، ولكن لا وجود لخندق حوله. معظم منازل الهفوف مبنية بالحجر ومعه البلاط الجبسي (الجبصي)، ولكل منزل تقريباً بئره الخاصة به، وتكون المياه على عمق خمسة وعشرين قدماً تقريباً. وباستثناء شارع أو شارعين في البلدة فإن شوارعها ضيقة عموماً وقذرة. هناك قلعة منعزلة (( تدعى الخزام )) وتقع على بعد بضع مئات من الياردات غربي البلدة، قريبة من مقبرة تركية.
وفي الجهة الجنوبية الشرقية تقوم مجموعة من الحدائق والبساتين يتوسطها بئر كبير. مجموعة الحدائق والبساتين هذه يسمونها صويدرة، ويقوم خارج الجهة الشمالية من البلدة سوق الخميس، وهي سوق للبدو تقام يوم الخميس من كل أسبوع. أما سكان البلدة، الذين يقدر عددهم بخمسة وعشرين ألف (25000) نسمة، فيوصفون بأنهم خليط من أصل عربي، وفيهم قلة من المهاجرين من نجد، ثلاثة أرباع السكان من السنة، والربع الباقي هم من الشيعة باستثناء عدد قليل من أتباع الدعوة السلفية.
استعرضنا في فقرات سابقة أهم الصناعات الخاصة ببلدة الهفوف، أما فيما يتعلق بعلاقاتها التجارية مع الرياض والخليج عن طريق العقير، فقد تم استعراض هذه في مطلع هذا الفصل (عن الأحساء).
2- المبرز:
وتبعد مسافة ميلين اثنين إلى الشمال من الهفوف، وتصل بين البلدتين طريق (معبدة) مرتفعة. الصحراء تحيط بغربها، لكن الأراضي المزروعة تطوقها من جهاتها الثلاث الأخرى ويحيط بالبلدة سور متهدم له بوابتان تطلان على الشمال والجنوب، ولكن لا وجود لخندق حول السور. خارج السور،ومن الجهة الغربية، ترتفع قلعة قصر صاهود، وفيما وراءها يقوم مضرب خيام حزم.
في بلدة المبرز خمسة أحياء، أكبرها: حي العيوني القائم في وسطها وجنوبها الغربي. في هذا الحي يوجد السوق والحوانيت الدائمة، والمقر السابق للمدير التركي. وفي الناحية الشمالية الغربية يقوم حي السياسب حيث يقيم عمدة البلدة.ويقدر عدد منازل المبرز، ومعظمها مبني بالحجر والكلس، بألف وستمائة وسبعين (1670) منزلاً، ويقدر عدد سكانها بثمانية آلاف وخمسمائة نسمة. نشاط البلدة الرئيسي ينحصر في الزراعة كما يقام فيها سوق أسبوعية للبدو في أيام الجمع.
2- واحة القطيف:
هذه منطقة متاخمة للساحل، يحدها من الشمال والغرب صحراء البياض، ومن الجنوب بر الظهران يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب ثمانية عشر (18) ميلاً، ومتوسط عرضها ثلاثة أميال، وتقع بلدة القطيف في وسطها. وترتفع الواحة بضعة أقدام فقط عن مستوى سطح البحر، ومعظم مساحتها عبارة عن سهل رملي مشبع بمياه الينابيع، وحرارتها طبيعية.
القسم المزروع من الواحة يصل إلى نهايته على بعد ستة أميال من جنوب البلدة، ولكن، وكما هي الحال في الحسا، توجد في واحة القطيف بقاع متفرقة منعزلة من الأرض المزروعة. وفي بقاع متفرقة منعزلة من الأرض المزروعة. وفي الشمال قريباً من بلدة صفوى وأم الساهك تنتشر مستنقعات إنتاج عيدان القصب (الأسل).
الجو هنا في القطيف أكثر كثافة وثقلاً مما هو في الحسا، والحرارة الرطبة أكثر إرهاقاً وقسوة على صحة البشر. المناخ إذن رطب وغير صحي، ولهذا تنتشر حمى الملاريا بكثرة هنا. يقدر عدد السكان المستقرين (الحضر) بستة وعشرين ألف (26000) نسمة، جميعهم تقريباً من البحارنة، كما يقطن عدد من البدو غير الرحل (من بني خالد) في أم الساهك، وقليل من الهولة يقطن بلدة القطيف ذاتها.
تشكل الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي، وإنتاج التمور الآتي من المزارع المروية كبير جداً. يتم تصدير جزء كبير من المحصول إلى عمان وبلاد الفرس والبحرين والهند.
الأوزان والمقاييس التالية ينحصر استخدامها في القطيف:
(انظر العدد الأول من الواحة ص 146)
أما القرى الرئيسية في واحة القطيف فهي:
عنك:
وهي قرية صغيرة على الساحل إلى الجنوب والجنوب الشرقي من بلدة القطيف، فيها قلعة كانت تتمركز فيها كتيبة تركية في الماضي، وتنتشر فيها مزارع التمور التي تملكها قبيلة بني خالد.
العوامية:
وهناك العوامية المسورة ذات الثلاثمائة منزل، وتقع على بعد ثلاثة أميال إلى الشمال والشمال الغربي من القطيف وتبعد ميلاً أو ميلين عن الساحل وباتجاه الداخل. وتروي العوامية ينابيع ممتازة.
الجش:
والتي تبعد مسافة أربعة أميال إلى الجنوب من القطيف وثلاثة أميال عن البحر. والجش مسورة فيها مائتان وخمسون منزلاً وثلاثة ينابيع رقراقة تتدفق قرب مسجد يقع خارج السور الشرقي.
صفوى:
وهناك أيضاً صفوى التي تبعد مسافة ثمانية أميال إلى الشمال الغربي من القطيف. وهي قرية مسورة فيها ثلاثمائة وخمسون منزلاً، وفيها أيضاً النبعان المتشابهان، نبع داروش ونبع عتيقة اللذان يبعدان مسافة ميل واحد إلى الجنوب من القرية.
لاجام:
وهناك قرية لاجام (الآجام) المسورة أيضاً وذات الينابيع الدفاقة الطيبة التي تتوسط منطقة زراعية تبعد مسافة ستة أميال إلى الغرب والشمال الغربي من القطيف.
الدمام:
ثم تأتي الدمام على الساحل، وعلى بعد تسعة أميال إلى الجنوب الشرقي من القطيف من القطيف. الدمام مهجورة الآن، لكن توجد فيها منازل خربة مهدمة، كما توجد فيها قلعتان مدمرتان، إحداهما على البر والأخرى على حيدٍ بحري.
أما بلدان وموانئ القطيف فهي كالتالي:
القطيف:
وتقع على خليج يضم جزيرة تاروت التي تبعد مسافة مائتين وثلاثين ميلاً إلى الجنوب الشرقي والجنوب من الكويت، وتبعد مسافة أربعة وستين ميلاً إلى الشمال والغرب من العقير، وستة وثلاثين ميلاً إلى الشمال الغربي والغرب من أقرب نقطة إليها في البحرين. هناك جرف صخري (مجموعة صخور قريبة من سطح الماء) يمتد مسافة عشرة أميال باتجاه البحر، على هذا الجرف، وعلى مسافة ميلين اثنين إلى الشرق من بلدة القطيف، تقوم جزيرة صغيرة فيها قلعة مدمرة، تدعى برج أبو الليف، وفي جهتها الشمالية يوجد حوض مائي الشمالية يوجد حوض مائي تلتقي فيه ثلاث قنوات قادمة من البحر. من هذا الحوض يخرج ممر (بحري) يقود إلى البلدة، لكن المراكب التي يزيد عمقها عن ستة أقدام لا تستطيع الوصول إلى المرفأ الداخلي.
تتألف بلدة القطيف من كوت أو حي محصن (قلعة)، يمتد خارجه سوق طويل وضواحي عدة. للكوت أسوار ذات نتوءات محصنة يصل ارتفاعها إلى علو ثلاثين قدماً، ولها واجهة أمامية طولها أربعمائة ياردة وتطل على البحر. توجد في هذه الواجهة بوابة، وهناك واجهة أخرى طولها ثلاثمائة ياردة وتطل على الجهتين الغربية والجنوبية فيها أيضاً بوابات. وتطل الواجهة الأولى على حي باب الشمال الذي أعطته اسمها.
وإلى الجنوب (من البلدة) تقوم غابة كثيفة من أشجار النخيل المثمر.
وتضم القلعة سبعمائة منزل، معظمها مبني بالحجر والملاط والجبس (الجصي)، لكن لا توجد فيها حوانيت. وكانت مكاتب الحكومة التركية مجمعة في الزاوية الجنوبية الشرقية.
أما البازار (السوق) فيبلغ طوله ربع ميل يمتد من الجنوب وجنوب غرب الزاوية وحتى حي كويكب، والسوق مبنية بالحجارة ومسقوفة، وفيها ثلاثمائة حانوت.
أما الضواحي الأخرى المحيطة بالقطيف فهي: جراري، ومدارس، ومياس، ودبيبية، والشريعة. ويقدر عدد سكان بلدة القطيف بخمسة آلاف (5000) نسمة، وعدد سكان الضواحي بما يساوي هذا العدد (أي خمسة آلاف أيضاً) هم جميعاً من البحارنة. لا يوجد في القطيف مسيحيون شرقيون أو يهود أو فرس. أما التجار الهندوس السبعون الذين استوطنوا البلدة لفترة في الماضي فقد غادروها بعد احتلال الأتراك لها. ولكن شركة هندية من البحرين فتحت حانوتاً في القطيف عام 1910 وقامت بنشاط تجاري مرض للغاية، وقد قدمت المثل الذي احتذى به الآخرون بدون ريب.
سيهات:
تقع على الساحل، وتبعد مسافة ميلين إلى الجنوب الشرقي من عنك. وسيهات بلدة مسورة تضم ستمائة منزل، ولها شيخها (زعيمها) الخاص بها. مياه البلدة غزيرة وفيرة، وعمل أهلها الرئيسي (والوحيد) هو الزراعة.
العقير:
وغالباً ما تلفظ عجير، تبعد مسافة أربعة وستين ميلاً إلى الجنوب والغرب من بلدة القطيف، وأربعة وعشرين ميلاً إلى الغرب والجنوب الغربي من النهاية الجنوبية لجزيرة البحرين. تقع العقير على الشاطئ الجنوبي الغربي لخليج له مدخل عرضه مائتين إلى ثلاثمائة ياردة، وقناة عمقها ثلاث إلى أربع قامات. لا توجد مدينة أو بلدة اسمها (( العقير )) بالمعنى الحقيقي للكلمة، كل ما هناك هو عبارة عن قلعة وخان كبير قريبين جداً من بعضهما. أما الخان فهو عبارة عن حظيرة (ساحة مسورة) طولها مائة وخمسون ياردة وعرضها ثمانون ياردة، يحيط بها سور ارتفاعه ستة عشر قدماً، وقد بنيت أكواخ للاستظلال على ثلاث جهات من الداخل. يوجد في الخان ثلاثة حوانيت، ويأوي إليه جميع المسافرين من الميناء وإليها، يحتمون بأسواره. لم يكن في العقير أي سكان خلال العهد التركي باستثناء مفرزة من الجنود (الأتراك) كانت تتمركز في القلعة، وباستثناء بعض رجال الشرطة وضباط الجمارك والميناء، وباستثناء عدد قليل من الوكلاء الممثلين لتجار يعملون في واحة الأحساء. يحصل الناس على الماء هنا من حفر رملية (آبار) قائمة عند (( أبو زهمول )) التي تبعد مسافة قصيرة إلى الجنوب الغربي من القلعة، لكن المياه المستخدمة من بئر سواد (سعاد؟ B.suwad) القريبة من البياض هي مياه ذات نوعية أفضل.
تقدم الميناء (العقير) الخدمات لواحة الأحساء، وبدرجة كبيرة أيضاً، لجنوب نجد التي تستورد عن طريق هذا الميناء الأرز وبضائع القطعة (التي تباع بالقطعة أو بالقياس)، والقهوة والسكر والأدوات المعدنية، التي تأتيها بصورة رئيسية من البحرين. أما القبائل العربية المجاورة للميناء فهي آل مرة والعجمان وبني هاجر.
مناطق الأحساء الأخرى:
1- زرو العوضان:
Zor El - (audhan)، ويمتد من جبل منيفة إلى خليج المسلمية، ويمتد داخل اليابسة (باتجاه الغرب) إلى المنخفض المستنقعي المسمى سبخة المطايا (sabkhat El Mutaya). هذه المنطقة خالية من مواقع الاستيطان البشري، ويبلغ امتدادها الوسطي أقل من عشرين ميلاً. آبارها شحيحة المياه: ومنها بئر رواقيه (ruwaqiyah) الواقع على الساحل في منتصف المسافة ما بين رأس الغار ورأس المسينة (أو رأس المزينة) التي تبعد مسافة ثلاثة أميال عن الساحل وباتجاه الشمال الغربي، بجانب خليج المسلمية.
2- حزوم:
وتقع جنوب زور العوضان، وتمتد مسافة خمسة وعشرين ميلاً لتلتقي بسفوح الدفي. تقوم آبار مستنة (mistannah) على حدودها الغربية.
التربة هنا رملية، تنبت فيها شجرة المرخ (markh) والشجيرات الشوكية القزمة والأعشاب البرية. متوسط عمق البئر الواحدة هنا ستة أقدام. تقع البئر المسماة نقورية (nuquriyah) عند قاعدة النقطة الناتئة من خليج المسلمية، وتقع بئر (( مطايا )) على بعد ثلاثة أميال إلى الجنوب الغربي من سفوح ذلك الخليج. لا سكان مستوطنينن في هذه البقعة، لكن قبيلتي بني خالد والعجمان ترتادانه باستمرار.
3- البياض:
هذه أكبر مناطق (شعاب) الأحساء، تقع جنوب الحزوم وتمتد مسافة مائة وثلاثين ميلاً من نقطة مواجهة لجزيرة أبو علي إلى رأس الصفيرة (ras Es - Sufeirah) مقابل النهاية الجنوبية لجزيرة زخنونية، وبعرض أقصى قدره خمسون ميلاً تقريباً. التربة هنا رملية، يغطيها العديد من التلال الرملية البيضاء المنخفضة (نقيان: Naqiyan). وتنمو هنا الأعشاب والنباتات القزمة الشوكية بكثرة وكثافة، ويمكن الحصول على المياه في كل مكان،وذلك بالحفر بضعة أقدام فقط تحت سطح الأرض.
يوجد في الجزء الشمالي من هذا الصقع منخفضان ملحيان واسعان هما سبخة السم (sabkhat Es Summ) وسبخة سلاليات (sabkhat Salaiyat) كما يوجد منخفض مستنقعي يدعى سبخة شاطر (sabkhat Shatar) قريب من الحدود الشرقية لواحة الأحساء، تقطعه الطريق الواصلة بين العقير والهفوف. أفضل المناطق من حيث الري هي دبيسي (dabeisi) جنوب القطيف، وفيها ثلاثة عشر بئراً، وكذلك الهشوم (أو حشوم: Hushum) التي تبعد مسافة ثلاثين ميلاً إلى الغرب والجنوب من تلك البلدة (القطيف)، وفيها تسعة آبار. وهناك عدد كبير من مضارب خيام البدو قرب آبار البياض.
هناك مكان واحد فقط في هذا الصقع مأهول بالسكان المستقرين، يدعى قصر الصبيح ويبعد حوالي أربعة أميال باتجاه الداخل (بعيداً عن الساحل، في نقطة تتوسط المسافة بين جزيرة أبو علي وتلة جبيل البحري. هذه حضيرة (ساحة مسورة) محصنة جيداً، فيها مدافع سداسية الصبطانات (الفوهات) ويحيط بها ثلاثمائة كوخ من سعف النخيل. أعيد بناء القلعة عام 1905 لتستخدم كقاعدة للعمليات العسكرية التي كان يشنها شيوخ قبائل الهدهود والظهيرات ضد قبيلتي المطير وآل مرة، ومن الجدير بالذكر أن عشرية الهدهود هي فرع من قبيلة الصبيح والتي هي بدورها قبية فرعية من قبائل بني خالد أما عشيرة الظهيرات فهي فرع آخر من الصبيح. يقال إن قبيلة بني خالد تسيطر على النصف الشمالي من البياض، بينما تسيطر قبيلة العجمان على النصف الجنوبي. في عام 1910 قام بعض آل بوعنين وهم من أقرباء بني خالد، بالاستيطان والاستقرار في قصر الصبيح بعد أن رحلوا عن قطر، وقيل أنهم كانوا يميلون إلى جانب الحكومة التركية.
4- وادي المياه:
هذا واد طويل، أو صقع واطئ (منخفض)، يقع في البر الداخلي بعيداً عن الساحل، ويمتد جنوباً من تلة الن************ة على الحدود الكويتية على مدى مائة ميل أو أكثر باتجاه الجنوب. تربة وادي المياه بنية غامقة اللون، قابلة للزراعة، ويقال إن الأرض هنا تعمها الفيضانات بعد هطول الأمطار الغزيرة. تنبت الأعشاب الكثيرة في الوادي خلال فصل الربيع، والطريق الرئيسية الواصلة بين الكويت والهفوف تمر عبر هذا الصقع.
السكان المستقرون في المنطقة متمركزن في ثلاث قرى هي: نطاع والصرّار ومُليجة، وفي قرية رابعة مؤقتة هي قرية قحافة (kahafah) وجميعها واقعة في القسم الشمالي.
نطاع:
تقع قرية نطاع على بعد خمسين ميلاً تقريباً بعيداً عن الساحل باتجاه الداخل الصحراوي، وعن مقدمة خليج المسلمية، وتبعد حوالي مائة وأربعين ميلاً إلى الجنوب والشرق من الكويت، ومائة وستين ميلاً إلى الشمال والشمال الغربي من بلدة الهفوف. وفي قرية نطاع حوالي مائتين وخمسين منزلاً، وثلاثة مساجد أو أربعة، وعشرة حوانيت يمتكلها حدادون ونجارون وخياطون وغيرهم، كا يحيط بها سور ارتفاعه اثنا عشر قدماً، وله نتوءات تحصينية وبوابات تطل على الشمال والجنوب. وفي القرية ماء عذب طيب المذاق، ويزرع في حقولها القمح والش********* والذرة، حيث تسقى هذه الحقول بواسطة الري. من بين الحيوانات (أنواع الثروة الحيوانية) الموجودة في القرية الجمال والحمير وقطعان الماشية والأغنام والماعز. أما أهلها فمن الحضر أو البدو المستقرين من قبائل العجمان والهوازن وبني خالد والمطير والرشايدة وشمر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alammar46.sport-area.net
 
تقرير عسكري عن القبائل وسكان الاحساء والقطيف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انساب القبائل العربية
» تواريخ القبائل والشعوب والامم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع ملتقى العمار الثقافي :: ملتقى العمار الثقافي :: ملتقى المنتديات :: المنتدى العام-
انتقل الى: