هل رأيت الطير يوما

الحب


هل رأيتَ الطيرَ يوماً
في نفورٍ وحذرْ
يحمل القشَ ليبني عشّه
في مكانٍ آمنٍ في الأرضِ
أو بين الشجرْ
فإذا ما صار في العش (زغاليلُ) صغارْ
جدَّ في البحث، فطارْ
يطلب القوتَ لها
من أيّ حقلٍ، أيّ دارْ
إنه الحبُّ الذي
يهب القوَّةَ للطير الصغيرْ
كي يطيرْ
ويغني في حبورْ
***
هل رأيتَ الأمَ يوماً
وهي تحنو في خشوعْ
فوق مهد الطفل ليلا
وتذيب القلب عطفاً وحنانا
وتحيل الهمسّ أحلى أغنياتْ
تغمر الأضلعَ دفئاً وأمانا
إنه الحبُّ الذي يُنمي قوانا
والذي يغرس في أعماقنا حبَّ الحياةْ
حبنا للشمس، للزهر، وللطيرِ،
لكل الكائناتْ
***
هل رأيتْ
عَرَقَ الفلاّح يوماً يقطرُ
فوق حبّات الترابْ
من جبينٍ حفرتْ فيه التجاعيدَ
ملايينُ السنينْ
وزنود
حملتْ عبءَ شقاء الكادحينْ
إنه الحب الذي يعطي ويثمرْ
إنه الحب الذي علمنا
كيف نُغني الوطنا



